السبت، 20 يناير 2018

أرض فلسطين




ارض فلسطين

ليست كأرض من الأراضي
بل إنها ارض فلسطين
ارض تهتز لها القلوب
ويشدنا إليها الحنين
وفي كل وقت وحين
يزورنا شبح فلسطين
فمتى نهز الرحيل
لنحط بعكا وحطين

فلسطين يا منبع المرسلين
أين ذهبت بسمتك
ما بال طيورك لاتغرد؟
واين ذهب صباحك الوضاح
ولماذا أنت حزينة؟

أجابتني فلسطين وقالت
إني لم اعد فلسطين
فانا على الأوراق موجودة
لكن هل حقا أنا موجودة
فلم اعد احتضن سوى الفرقة
بين مكوناتي المشتتة
وهناك حثالة تعكر صفوي
وتغير معاليمي و روحي


لكني لن استسلم ...لن استسلم
سأظل صامدة
حتى يولي زمن الانهزام

ويأتي زمن الانتصار

الأحد، 14 يناير 2018





 مفهوم الحلقية في أبجديات الفعل الاحتجاجي الطلابي








مفهوم الحلقية مفهوم متجدر وعميق داخل الأوساط النضالية و الاحتجاجية ، خصوصا داخل الساحات الجامعية التي شكلت على مر التاريخ مسرحا للنضال واحتضان أشكال الحلقيات على اختلاف ألوانها السياسية و الإيديولوجية ، لتعبر في النهاية عن شكل راق للحوار و النقاش وذلك وفق مبادئ ديمقراطية تشكل المجال الشاسع للحرية في التعبير.
     إن النقطة المركزية في الاهتمام التي أريد أن أصب عليها تحليلي، ترتبط أساسا بفضاء الساحة الجامعية بالمغرب ، ضمن التاريخ النضالي الحافل للاتحاد الوطني لطلبة المغرب بمختلف أطيافه التي ما زالت تقاوم وتناضل من اجل استمرارها رغم مختلف المحاولات اليائسة للقضاء على الفعل النضالي داخل الساحات الجامعية.
فتناولي لموضوع الحلقية لن يكون بعيدا عن الفضاء الجامعي المغربي بل سيكون نابعا من رؤيتي الخاصة في إطار تجربتي المتواضعة داخل هذا الصرح الشامخ ، قلعة المناضلين الأحرار و الرافضون للظلم و الهوان والرافعون لكلمة الحق بدفعهم للغالي و النفيس من اجل قضاياهم المشروعة.
إذن ما هي الحلقية؟ إلى أي حد تكتسي الحلقية طابع الديمقراطية ؟ و بأي معنى تكون الحلقية فضاء للنقاش؟ وكيف يتم تسيير الحلقية؟ هذا من جهة ، من جهة ثانية نتساءل عن من المستهدف في الحلقية؟ ولأجل ماذا تعقد الحلقيات ؟ ومن هم مختلف المتدخلين داخل الحلقية؟ أكثر من ذلك كيف تبتدئ الحلقية ؟ كيف تستمر ؟ وكيف تنتهي؟

      إن مفهوم الحلقية نابع من المفهوم المتجدر في الطقوس الشعبية أو ما يسمى فن الحلقة ، هكذا يتبدى لنا أنها نابعة من العفوية ومن الشعب لتشكل مجالا خصبا للتعبير عن هموم الجماعة وتشكل مرتعا و محضنا لتفجير المسكوت عنه وما لا يستطيع البعض البوح به، لتنتقل دون أن تترك مكانها الأصلي للوسط الطلابي الجامعي لتتخذ طابعا آخر و جوهرا آخر ، يكسيها حلة جديدة بألوان سياسية و علمية و ثقافية...وعندما نتحدث عن الحلقية فهي ليست بالضرورة تقام للفعل النضالي الاحتجاجي فقد تطورت لتصبح مجالا للتواصل داخل المسالك و الشعب ، وكذا فك العزلة عن الآخر أي ذلك الطالب الخجول المنعزل و المنطوي عن نفسه ، لتجعل منه طالبا بمعنى الكلمة ، وان تحمل كلمة طالب فأنت تحمل مسؤولية هم الجامعة و الوطن و الأمة ، وطالب العلم يتحمل المسؤولية الكاملة أمام مجتمعه باعتباره بصيص الأمل والعنصر الطليعي في التغيير.
إنني أحاول قدر الإمكان وغير بعيد عن تجربتي في ولوج عالم الحلقية أن ارصد أهم المحطات التي يتم فيها الاندماج داخل هذا الشكل النضالي، فعندما يقف الطالب الجديد ملاحظا للحلقية، تتبادر في ذهنه الكثير من التساؤلات و الاستفهامات ، و يستغرب ويقول في نفسه ماذا يفعل هؤلاء ،وكيف يتجرا هؤلاء على الكلام بهذا الشكل ، وهو في حيرة لحمولته المسبقة التي عبئ بها قبل أن يلج الوسط الجامعي. بل كيف يحفظون الشعارات في شكل منسجم و قوي ، ويتحملون الوقوف لساعات طوال دون ملل أو كلل، ليأتي في اليوم الثاني والثالث ويشعر بشيء في قلبه ، و يأتيه الإحساس الجميل يناديه من أعماقه وفجأة تراه هو الآخر بدأ يتحمس و يشارك ويحاول إبراز و جوده بعقلية تضامنية مع إخوانه الطلبة ، لكن ما هو ذلك الإحساس الغريب الذي يباغت و لا يترك لك المجال في التفكير و لا حتى التأمل، ربما الأمر ابعد من أن يكون نزوة لحظية ، بل انه فهم الوضع و الذات و تقاسم المعاناة و الهم المشترك و الوحيد الذي يتخبط فيه الطالب المغربي منذ عقود .

      إن للحلقية قوانين تنظمها و قواعد تسير وفقها ووفق المبادئ الأربع للاتحاد الوطني لطلبة المغرب وهذه المبادئ هي : الجماهيرية ، الديمقراطية ، التقدمية ، و الاستقلالية . وعندما تتحقق هذه الشروط تكتسي الحلقية مشروعيتها داخل الوسط الطلابي ، وهي شروط تأتي لتعزز الثقة والوحدة وإشراك الجميع في الدفاع عن حقوقهم. هذا من جهة ،من جهة ثانية لا بد لكل حلقية من مسير مجمع عليه يتسم بنوع من الموضوعية في التسيير لا ينحاز لهذا الطرف أو لذاك وبالتالي فان المسؤولية الملقاة على عاتقه ليست باليسيرة ، بل تتطلب إنسانا قويا متفهما صبورا ودبلوماسيا إن صح التعبير،لكن هذه الموضوعية تبقى نسبية لصعوبة الأمر الذي ينجح أحيانا باستمرار المسير في التسيير و فشله أحيانا أخرى باستبداله إن كان لا يحسن التسيير، و النقاش يطول في هذا الباب.
لكل حلقية أرضية نقاش أو موضوع مجمع عليه أو قضية أو مشكلة ، فتحديد الهدف من الأمور الأساسية لعقد أي حلقية كانت ، كما يتم فيها وضع مخططات إستراتيجية تحلل وتناقش السبل و الطرق لتحقيق تلك الأهداف و مختلف النتائج التي يمكن الوصول إليها، و للحلقية حرمة لا ينبغي تجاوزها كالضحك على الآخر أو الاستهزاء به أو عدم الانتباه أو الإساءة بالسب و الشتم ...كلها أمور تعرقل الفعل الراقي للنضال و تهوي به ليكون دون المستوى الأنسب بشخصية الطالب.