الخميس، 21 أغسطس 2014



لن تغتالوا المقاومة وغزة عصية على السقوط

اغتال الكيان الصهيوني الجبان، ثلاثة من القادة الميدانيين لكتائب الشهيد عزالدين القسام، بعد محاولة فاشلة لاغتيال القائد المجاهد محمد الضيف،  وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الاستهداف المستمر لعقول المقاومة ومنظريها، منذ الشهيد عزالدين القسام، وأحمد يسن والرنتيسي ويحيى عياش وأحمد الجعبري واللائحة تطول. لكن ورغم كل الجراح، فلقد أثبتت المقاومة في الداخل الفلسطيني ثباتها وعزمها في طرد المحتل، فكل الضربات التي تلقتها لم تزدها إلا قوة وعزما، إنهم بحق مومنون رجال، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.
نزف إلى أمتنا ارتقاء زوجة الضيف وابنه علي، ولا ريب أن لزوجته دور كبير في حياته، وفي مقاومته للمحتل، وصدق المثل الذي يقول: "وراء كل رجل عظيم امرأة"، ربما قد لا تسعفنا المعلومة حاليا لمعرفة الكثير عن زوجته وأسرته، لكن ليس غريبا على المرأة الفلسطينية والغزاوية نضالها وجهادها، ولنا في "أم نضال" ما يكفينا فخرا. ورحمك الله يا علي وحفظك الله أبو علي.
القادة المجاهدون الذين ارتقوا هم القائد " محمد أبو شمالة"، "رائد العطار"،"محمد برهوم". رحمهم الله تعالى وأسكنهم فسيح جنانه مع النبئين والصدقين والشهداء والصالحين. سيذكر التاريخ بطولاتكم، وسيتم تدوين سيركم، ولن ننساكم أبدا، ستظلون أحياء بيننا، إنكم المعلمون، والقادة والقدوة، إنكم من سطرتكم بدماءكم، معاني العزة والكرامة والعنفوان، والحرية.
يعتقد العدو الصهيوني أنه باغتياله للقادة، سيوقف زحف المقاومة وانجازاتها، وقد يزهو لأيام بهذا الاجرام، لكن هيهات هيهات، فعود المقاومة أصلب من أن تكسره اغتيالات جبانة، قائمة على المكر والخديعة، ودس الجواسيس. فغزة التي أنجبت الجعبري والضيف وأم نضال.. وغيرهم من القادة، ستظل مشتلا ومنبعا للمقاومة وتخريج القيادات التي ستواصل حرب التحرير، فزمن أطفال الحجارة قد ولى وأتى زمن جيش التحرير.
قد يغتالون قيادات المقاومة ورموزها، لكنهم لن يغتالوا المقاومة، لأنها الروح المحركة، والبركان الحارق، الذي سيعصف بالصهاينة ويهزمهم شر هزيمة. ستظل غزة والدروس التي تقدمها المقاومة، مرجعا للفصل بين الحق والباطل، والفوضى العقائدية والتدينية التي يعيشها الوطن العربي. إن المقاومة بما هي خيار ومنهج ضد الاحتلال الصهوني، ستبقى مستمرة وقائمة، حتى النصر والتحرير. قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران: 169].





الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

***صبرا آل غزة***






***صبرا آل غزة***
غزة تحت القصف الصهيوني مجددا، بات من الواضح للعيان على أن الكيان الصهيوني لا عهود ولا مواثيق معه، فهو كيان مراوغ، وماكر، لكن كل تلاعباته لم تفلح أمام مبادئ وخيارات المقاومة. لذلك لم يجد سوى خيار العنف والارهاب بقتل الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ.
إن الشعب الفلسطيني الأبي إذ يخوض اليوم هذا الخيار: خيار المقاومة والممانعة يؤكد بالملموس على أن الشعب الفلسطيني لم يعد يأبه للعدو الصهيوني بكل آلياته وترساناته الحربية. فالموت الكريم والعزيز -وإن كان معجلا- خير من الموت البطيء الذي فيه الذل والهوان.
إن المعارك التي خاضها المسلمون الأتقياء على مر التاريخ، لم تكن متكافئة دوما، إذ كان العتاد والحشود تفوق ما يكون لدى المسلمين، إذ ان المنطق العقلي قد يذهب إلى أن الغلبة للأقوى عتادا وحشدا، لكن الله عزوجل نصر المسلمين في غير ما مرة، ومثال ذلك معركة بدر، والقادسية والزلاقة...، رغم قلتهم، لكن وعد الله حق، إذ أن الجوانب الروحية والإيمانية، هي المعادلة الصعبة التي هزمت المتغطرسين والمتصهينين.
لماذا اختزلت الأنظمة "العربية" القضية الفلسطينية في مسائل ثانوية، كالإعمار، و وقف الاستيطان، و اختزال القدس في القدس الشرقية، وما إلى ذلك؟ وكيف سمحت لنفسا بذلك؟ إنه باختصار زمن الردة العربية اتجاه الفلسطنيين، وهذا يفسر بطبيعة الحال نجاح الامبريالية والصهيوينة في تمرير كل مخططاتها لضحر هذه الأنظمة، على كافة المستويات.
فظاهرة التطبيع مع الكيان الصهيوين والعمالة لأمريكا والغرب أضحت هي مفخرة الانظمة العربية المتسابقة فيما بينها لشراء الولاء و دفع الجزية، إنه زمن ملوك الطوائف، فهل يأتي يوما ما مرابطون جدد لتوحيد هذا الشتات.


صبرا آل غزة، صبرا شعب فلسطين فإن موعدكم الجنة.

عبدالعالي الصغيري
مكناس20/08/2014
00:11

السبت، 2 أغسطس 2014

معركة العصف المأكول 1435 هـ



معركة العصف المأكول 1435 هـ
      يحفل تاريخ المسلمين بالجهاد في سبيل الله تعالى، والجهاد من أعظم الأعمال عند الله تعالى وهو مراتب أعظمها التضحية بالنفس، ويعتبر شهر رمضان الأبرك من بين الفترات الزمنية التي عرفت معارك كبرى وحاسمة في عدة قضايا عاشتها الأمة الاسلامية على مر العصور، أكيد أن شهر رمضان يختزن معان وآيات لا تنبلج ولا تنجلي إلا للمؤمن العالم المتبصر لآيات الله في الكون.  تعيش مدينة غزة الفلسطينية مجددا  هجوما غادرا من طرف الاحتلال الصهيوني الذي خلف حصيلة من القتلى، قدرت بنسبة تفوق 1700 شهيدا و ألاف الجرحى، وفي المقابل نسجل بطولة وصمود وبسالة المقاومة في غزة في وجه هذا العدوان الغاشم في معركتها ضد المحتل والتي أطلقت عليها " العصف المأكول" نسبة إلى آبرهة الحبشي ومن معه ممن حاولو هدم الكعبة المشرفة في عام الفيل فجعلهم الله كعصف ماكول، بحيث أبانت المقاومة عن عمق تمسكها وتثبتها بالقضية، لقد اجتمعت كل الكتائب المجاهدة بمختلف أطيافها على كلمة واحدة وعلى أهداف محددة، تهدف بالأساس العدو الصهيوني، وأحيي من هذا المنبر كتائب الشهيد عزالدين القسام، والجهاد الاسلامي وسرايا القدس...سائلين الله عزوجل لهم النصر العاجل وأن يحفظى النساء والأطفال والشيوخ والمجاهدين. كما نفخر أشد الفخر بالدروس والعبر التي تقدمها المقاومة لمختلف الأنظمة العربية المهترئة والصدئة في كراسي الحكم  والتي لم تحرك ساكنا إلى يومنا هذا عمليا لنصرة الشعب الفلسطيني (قد نستثني هنا تونس وتركيا).
      لقد تكالبت كل دول الاستكبار العالمي على المقاومة، وتناسى المجتمع الدولي تصفية الاستعمار، بل أن الهيئات الحقوقية الدولية لم تحرك ساكنا للضغط من أجل وقف هذا العدوان الغاشم. أما عن هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن فحدث ولا حرج، إنها هيئات تأتمر بأوامر الكيان الصهيوني وأمريكا. إننا نعيش اليوم زمان نكبة الأنظمة العربية، وليست نكبة الشعب الفلسطيني الأبي الذي قدم الدروس تلوى الدروس من خلال مقاومته الباسلة، وصمود أطفاله ونسائه وشيوخه، إنهم بحق معجزة الله في الأرض وآية من آياته. لقد تكالبت العديد من الأنظمة العربية على القضية الفلسطينية وفي مقدمتها النظام الإماراتي العميل والنظام السعودي والنظام المصري، وهيهات أن تستحق هذه الأنظمة اسم نظام، بل إنها ديكتاتوريات يصدق في حقها مثل "علينا أسود وعلى عدونا الصهويني دجاجة". ما يقع اليوم في فلسطين الأرض والتاريخ، وغزة الإباء والصمود هو امتحان من الله عزوجل لعباده المؤمنين، وميز منه عزوجل للخبيث من الطيب، إنها حرب تحمل كل المعاني والمقاصد، فتارة تكشف لنا طبيعة الأنظمة العربية المفسدة، وتارة تكشف لنا حقيقة البيت الفلسطيني الداخلي، وتارة أخرى تبين الخيار الأنسب الذي يعرفه العدو الصهيوني، وهكذا ذواليك من درس الدرس الذي ما فتئت تنحته غزة الصمود عبر ملامحها المستمرة.
      إن كان رهانكم أيها الخونة الخانعون سقوط غزة فغزة لا تسقط ولن تسقط، إن كان رهانكم ضحر مشروع المقاومة والممانعة فلن يتم الأمر لكم، إن كان تنظيم الإخوان المسلمين يرهبكم، فمهما تقتلون من الأفراد فلن تستطيعوا إجهاض واقتلاع الأفكار والمنهج والخيار. فلا للمساومة بدماء المسلمين والمؤمنين الذين صدقوا ما واعدوا الله عليه. إن كل عتاد الكيان الصهيوني لا يخيف ولا يرهب، فإن قتلوا الرجال والشيوخ والأطفال والنساء، فالله خير المجيرين والرازقين. وستظل غزة وفلسطين عموما محضنا ومنبعا لتخريج المقاومين للمحتل الصهيوني.
إن ما تخافه الأنظمة العربية هو أن تلقى نفس مصير العراق أو أفغانستان لو تحركت أو ناصرت القضية، إنها تفكيرات جيوستراتيجية مادية دنيوية قصيرة المدى ، تبين بالملموس حجم الشتات التفرقة بين هذه الانظمة، التي انقسمت وتجزءت بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي، ومعسكر المصالح. فهل ميزان القوى العالمي هو الذي يفرض على هذه الدول اتباع هذه السياسات، أم أن الأنظمة نفسها معاقة ومقعدة تحتاج إلى من يفجر ركودها. وشتان بين الأنظمة العربية ومواقفها وبين مواقف دول أمريكا اللاتينية، وتركيا وتونس المشرفة، التي تبين في الحقيقة الانظمة ذات السيادة والاستقلال والأنظمة المقادة المقعدة والتابعة.
لقد خرجت الشعوب من كل أنحاء العالم تندد بالمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني (مجزرة حي الشجاعية، رفح، خان يونس..)، وللقضية الفلسطينية طعم خاص لدى الشعوب فيا ترى ما السر في ذلك، ألأنها البقعة الاستثناء التي تعيش تحت هذا النوع من الاحتلال أم لقداسة المكان، فياترى متى تنوجد الإجابة. و هل لخروج الشعوب اليوم  من خلال الاحتجاج السلمي نفع وتأثير فعلي، أم أن الأنظمة العسكرية ألفت نعومة هذا الأحتجاج وموسميته التي لا تسمن أوتغني من جوع.
إن السيل قد بلغ الزبى لما يقع في فلسطين وغزة، والتعويل على أنظمتنا المهترئة لم يعد مجديا، إنها أنظمة وضعت لتسوس سياسة الغرب الاستعمارية والامبريالية بأشكال ومسميات تحت غطاءات مختلفة من بينها التنمية وتطوير الاقتصاد، جاعلة الشعوب العربية فاقدة للبوصلة وأقحمتها في فوضى ثقافية، وفي تبعية استهلاكية، مدمرة كل سبل الإبداع والانتاجية والعطاء والفكر. إنا أمتنا اليوم في حاجة ماسة إلى ربيع في جولته الثانية لجرف كل الشوائب والمعيقات التي تعرقل نهضة أمتنا وتحرر عقولنا وسيادة أوطاننا.
لك الله ياغزة، لك الله فلسطين
عبدالعالي الصغيري
رمضان 1435.