الأحد، 25 مارس 2018

تقرير عن ندوة المثقف و المجتمع بمكناس




مُساهمة  sghiri abdelaali في الجمعة أغسطس 10, 2012 -10:31

مكناس في 15/16 نونبر 2011 

نظمت شعبة علم الاجتماع ملتقى علميا في ذكرى رحيل الاستاذ عبد السلام حيمر ، هذا الملتقى استمر لمدة يومين وشهد حضورا مكثفا من الجمهور السوسيولوجي ، الذي اختلفت شرائحه بين طلبة و اساتذة باحثين ابو الا ان يشاركوا في هذا النشاط العلمي استمرارا للرغبة الجامحة منذ السنة الماضية في كسر هاجس التواصل و خلق جو المقارعة الفكرية و العلمية خصوصا بين الطلبة و الاساتذة ، ونظرا لقيمة الاستاذ المحتفى به ، وما حققه من انجازات علمية و فكرية اقحمته بدون شك في شباك المثقفين ، باعتبارهم الطليعة الاولى للكشف عن خبايا و خفايا المجتمع المغربي ضمن ما يعرف بحرفة السوسيولوجيا، لهذا اختير لهذا الملتقى العلمي كعنوان عريض " المثقف و المجتمع".

هذا العنوان الذي يختزن في سردابه الكثير مما يقال و يناقش ، حول المثقف و علاقته بالمجتمع ، دوره و تاثييره ، موقعه من داخل المجتمع...
ما دمنا اليوم نتحدث عن التغيير الذي هب مع ربيع الثورات العربية ، وضع للجلسة الاولى عنوان "المثقف ،المجتمع و التغيير الاجتماعي" اذ تناول ابن وجدة كاول مساهمة له محاولا تقديم مقاربة حول النخبة المغربية المثقفة وموقعها في قلب التحولات الجارية. و قد تساءل المتخصص في دراسات البنيات التقليدية و المولوع (بالابستمولوجيا ) عن كيفية تعاطي المجتمع مع المثقف ؟ وماذا يقول سكان المجتمع عنه...
لكن الوجه الجديد و المثير للجدل بكلية الاداب و بشعبة السوسيولوجيا حاول بشكل موفق و قبل كل شيء مقاربة " الثقافة و المجتمع "، وله الحق في ذلك. ومن الجارة الجزائر اثارت وجهة نظر جزائرية إشكالية " النخبة المثقفة و التحول القيمي في الجزائر ، في اطار دراسة على عينة من اساتذة مستغانم".
ان الحديث عن المثقف لن يجعلنا ننفك من ربطه بالسياسة ، وهذا ما جعل الساهرين يعنونون الجلسة الثانية ب "المثقف و السياسي" والتي استهلها صاحب الوزن الثقيل في المدرسة العليا للاساتذة بعنوان يكاد يغدو غريبا لكنه في الصميم ، هو "المثقف و لسعة السياسة" . و فجاة يظهر الرجل الهادئ الرزين و المكن للجابري بالاعجاب ليقارب مسالة المثقف و المجتمع من خلال كل من الجابري و ابن رشد والتقاطع الكبير بينهما في انتاج نفس المسار العلمي و الفكري.
لكن ، و من دون شك فعنوان " سلطة المثقف" ، كسر طول الغياب و الحنين لاستاذة بجامعتها السابقة و طلبتها الذين يبادلونها نفس الشعور، من قلب اكادير الى قلب مكناسة الزيتون.
اما الجلسة الثالثة ، فعنونت ب " المثقف بين العلم و الالتزام ، ليستهلها الانتروبولوجييين و المولوعون بالميدان ضمن مقاربات منهجية و ابستمولوجية في بناء البحث العلمي و الالتزام المنهجي.
الا ان ابن باجا عادت له الحياة ، وكان حاضرا بيننا اليوم وفق العنوان " من تدبير المتوحد الى تدبير المدينة او بعبارة اخرى في نقد الحياة الاجتماعية و السياسية عند ابن باجة".
وقبل الجلسة الاخيرة و الختامية اكتست الجلسة الرابعة عنوان " المثقف ، النخبة و الاصلاح "، ليتساءل احدهم عن النخبة و سؤال التحديث . وله ذلك.
ومرة اخرى يحضر البعد الروحي و السلطة الروحية كضامن لاستمرار السلطة الزمنية بعبارة اوكست كونت ، اذ ناقش عضو الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة "المثقف و الاصلاحالديني " .و غير بعيد عن هذا ومن فضاء الابحاث و الدراسات في العلوم الاجتماعية و الانسانية تم الاستفسار عن "تطور اهتمامات المثقفين في بلدان شمال افريقيا ، و ذلك في ضوء التحولات التي شهدتها الساحة السياسية خلال العقود الاخيرة ". ليثار مجددا اشكال " المثقف و التغيير " لكن هذه المرة من العاصمة الرباط.
اقتربت النهاية و ضقت الجلسة الخامسة ناقوص الخطر ، فلبست حلة لازالت تغلي ألان في سوريا و اليمن والبحرين... انه " المجتمع العربي في زمن الثورات" .
ليستهلها صاحب ماستر الجريمة و المجتمع ، بعنوان يتداخل بشكل كبير مع الشق العام للجلسة ،وهو "الديني و السياسي بالمغرب : مساهمة في الاقتصاد السياسي للمقدس ، وطرحه هذا يبقى مشروعا ، ومن يدري لعل الاستثمار السياسي للمقدس هو الذي احال دون توجه الحركات الاحتجاجية بالمغرب الى مسار قد يهدد استقرار البلاد.
الا ان ابن القرويين اعتبر ان الربيع العربي اليوم ادهش الجميع بما في ذلك الغرب ، فالثورات كان لها خصم واحد هو الحاكم ، كما انها وضعت لها اولويات مكنتها من تجاوز ما هو ايديولوجي لافساح المجال لما هو ثقافي موحد بين الجميع.
الا ان المهتمين بعلم الاجتماع السياسي اعتبروا ان ميلاد هذه الثورات لم يبدأ اليوم بل هو حصيلة لنضالات سابقة توجت بهذا الحراك الاجتماعي الذي اعاد الاعتبار للهوية و الثقافة العربية في ظل فضاء عام مشترك تجمعه العديد من الخصائص و القواسم المشتركة.

اتت لحظة النهاية ليكرر رئيس شعبة علم الاجتماع مقولتة الشهيرة "إذا عدتم عدنا"، شاكرا بذلك جميع الحضور و المساهمين في انجاح هذه المحطة العلمية.


إعداد : عبدا لعالي الصغيري






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق