"
خلق الصبر"
سلسلة الجلسات التربوية 2
عبدالعالي الصغيري
مكناس في 18/12/2013
الساعة:00:42
كان يا سادتي مجلس الذكر مستنيرا مشرقا، وي كأن الملائكة تحفه بأجنحتها حتى
عنان السماء . المكان لا يكاد يسع الحاضرين الذين التحموا في بوثقة أنستهم برودة
الطقس، وضيق المكان، ولكن المثير في هذه المرة كما في كل مرة أن
التشكيلة مختلفة وجديدة، فقلت في نفسي أهو القدر الذي يتحكم في هكذا مجالس؟ على
أية حال كان موضوع هذه الجلسة رفيع المقام، تتهدد معه الجبال، ويسلب العقل
والوجدان، إنه باختصار موضوع الصبر، الذي كان الحديث فيه من نصيب عبدالله، وقد قيل
مما قيل أن الصبر يكون على النعم كما يكون في النقم، كأن يصبر المرء على الصلاة
وتلاوة القرآن، وأن الإنسان كلما ازداد
صلاحا إلا وازداد ابتلاء واختبارا، وأن أعظم ابتلاء يكون في الشهوات مصداقا لقوله
تعالى " زُيِّنَ لِلنَّاسِ
حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ
مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ(ال عمران14. كما أن الإبتلاء الأعظم يكون في النعم، كأن
يبتلى المؤمن في دينه وعلمه..
وقد أبيت يا سادتي إلا أن أدلو بدلوي في هذا المقام فبدأت
مما بدأت به بأسئلة تبدو بسيطة لكنها مقلقة للجميع، وهي على ما أظن المدخل الأساس
لهذا الموضوع، وكانت على النحو التالي، أولا لماذا نصبر؟ ففي هذا السؤال نجيب عن
مقاصد الصبر وغاياته، ثانيا كيف نصبر؟ أما هذا السؤال فمن خلاله نعرف الوسائل
والآليات التي يكون بها الصبر الذي يحتاج منا في بعض الأحيان للاستعانة بالغير أو
بالجماعة، أو المؤسسة أحيانا حتى تعيننا على الصبر، ثم أخيرا متى نصبر؟ هذا السؤال
فيه فصل بين موضع الحق في الصبر وموضع عدم الحق فيه حسب الوضعيات. فهل يصبر
الإنسان على هتك الأعراض أو قهر العباد؟ وهل لا نصبر على قساوة الأهل أو الأستاذ..وختم الكلام الصلاة والسلام على خير البرية
والأنام صلى الله عليه وسلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق