قراءات مفاهيمية: مفهوم
الوساطة الاجتماعية :
تعتبر الوساطة الاجتماعية
شكلا من أشكال التدخل لتسوية المشاكل ذات الطبيعة الاجتماعية التي يمكن
أن تنشأ داخل أي مكون من مكونات المجتمع الأساسية سواء تعلق الأمر بالأسرة عندما
تتوتر العلاقات وتتعمق الخلافات بين أفرادها، أو تعلق الأمر داخل الحي السكني
كوحدة جغرافية يتعايش فيها عدد من الأسر يمكن أن ينفي الخلافات بين أفرادها بين كل
لحظة وحين، أو سواء تعلق الأمر بالقبيلة كمجموعة سكنية تجمع بين عادات
وتقاليد وأعراف مختلفة.
وتتخذ الوساطة كآلية
لتسهيل عملية التواصل بين أطراف تكون أحيانا مختلفة أوفي حاجة ماسة لوسيط يقرب بين
وجهة نظرها في علاقاتها مع الأخر الذي يمكن أن يكون شخصا طبيعيا أو معنويا. فهناك
الوساطة التي يكون الهدف منها تسهيل عملية تجارية مثل البيع والشراء وهناك وساطة
ذات طابع اجتماعي صرف كأن يسعى الوسيط إلى ممارسة وساطة بغية تسوية نزاع بين زوج و
زوجة مثلا . وهناك الوساطة السياسية التي يكون الهدف منها التقريب بين وجهات
نظر سياسية كانت متباعدة أو خلق نوع من التوافق حول قضايا سياسية مختلف بشأنها.هدا
وقد عرفت الوساطة بالمجتمع المغربي حضورا كبيرا، رافقت تطور المجتمع من بنية
تقليدية قائمة على حمولة تقليدية .تؤتت لمفاهيم من قبيل
الفقيه والزاوية والشيخ ..... إلى بنية حداثية أخدت طابعا مؤسساتيا مثل ديوان
المظالم ،مؤسسة وكيل الملك بالمحاكم ومقاولات تجارية ...إلخ.
ولقد عرف مفهوم الوساطة بالمجتمع المغربي تطورا
كبيرا من حيت الوسائل والآليات المعتمدة في عملية الوساطة ، فانتقال المجتمع من
بنية تقليدانية قائمة على القبيلة والزوايا إلى بنية حداثية مؤسساتية جعل الوساطة
تنتقل من اعتمادها على أساليب تقليدية في تسوية النزاع على وسائل تواكب روح العصر
.لكن القاسم المشترك بين ما هو تقليداني وحداتي يظل قائما من حيت وظيفة الوسيط .
ففي ظل انهيار المجتمع التقليدي أصبحت القوانين والمؤسسات تتدخل كقوانين[1]
، وهنا سنتوقف بطبيعة الحال عند الجمعية كمؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني ، وذلك
انطلاقا من الوعي بأهمية الدور الذي أصبحت تتقلده في عملية الوساطة الاجتماعية .
[1] مقاربة سوسيولوجية لمفهوم
الوساطة الاجتماعية من خلال برنامج الخيط الأبيض / بقلم : نعيمة
بوعلام. www.alhewarr.org
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق