شخصية المقدم : عجز في الفهم :
هل هو مخبر السلطة ، أم عراب الحي ، أم
فيلسوف المعلومات ، حتى أضحى يعرف كل شيء عن الناس ، مأكلهم ،مشربهم ، عملهم وربما
متى يستيقظون بل ورقم أحذيتهم ، إنه الغائب الحاضر بعين المكان ،إنه شاهد عيان . تأتي
هاته اللحظات التي أردت من خلالها أو بالأحرى قلمي أراد أن يكتب ومخيلتي أرادت أن
تشتغل . المكان : كرسي الانتظار بالملحقة الإدارية الثامنة لمرجان السكنى ، الزمان
: مغيب في هذه اللحظات للحاجة ، حيرة و دهشة ، وابل كبير من الأسئلة يطرق راسي
ومخيلتي ، تستفسرني وتسألني ما المقدم؟
فمجرد أن وضعت قدماي عند مكتبه حتى بدأ
التحقيق والاستقصاء محاولا بذلك التثبت و التأكد من صحة معلوماته و استخباراته
لعله قد ينجح في الامتحان ، وفعلا قد نجح ،معلومات دقيقة وصحيحة ،هنا فعلا أحسست
أنني أمام شخص غير عادي بل يمتلك من القدرات و الخبرات رغم مستواه الدراسي ما
يمكنه أن يمارس هذه المهنة الاستخباراتية إن صح التعبير ، فرغم أني لا أظهر كثيرا
في الحي الذي أقطنه ،إلا انه استخدم تحرياته واستقصائه ومارس السوسيولوجيا
الاكتشافية و الميدانية ،مكنته من جمع كم هائل من المعلومات عني ، لكن السؤال الذي
يطرح نفسه بشدة هو من أين يستشرب معلوماته هاته ، كيف يقتنص عملية
"التبركيك" من المستفيدون من هذا ، هل هم أصحاب الحسنات بهذا المعنى
السوسيوثقافي و الرمزي الذين يدفعهم الفضول للإدلاء بمعلومات بشكل واعي أو لا
واعي، أم أننا أضحينا أمام ظاهرة التمخزن في أعمق خصوصياتنا ليحضر المخزن عبر
أذياله لبيوتنا وفق استراتيجيات مخابراتية أكثر دهاء باستخدام المتجولون و
البائعون و"البركاكات" الذين يقتحمن المنازل من اجل الحصول على أنية أو
حاجة خضروية كآلية للحصول على المعلومة من عمق البيت...؟؟؟
عبدالعالي الصغيري
طالب باحث في علم الاجتماع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق